رؤية الإمارات لتمكين الأفراد
لطالما أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة الدور المحوري لرأس المال البشري في دفع عجلة التقدّم الوطني. ومن خلال مبادرات استراتيجية وسياسات استشرافية، وضعت الدولة تمكين الشباب وتطوير المواهب في صميم أجندتها التنموية. ويظهر هذا الالتزام بوضوح في الأطر الوطنية مثل رؤية الإمارات 2021 ونحن الإمارات 2031، واللتين تركزان على الابتكار، الشمولية، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
وفي صلب هذا التحول يقف مركز التفوق للأبحاث التطبيقية والتدريب (سيرت) كمحركاً رئيسياً لتحويل الرؤية الوطنية إلى مهارات عملية وفرص عمل وتطوير مهني يُواكب تطلعات الأفراد في مختلف المراحل.
تمكين الشباب: بناء أسس الإمارات المُستعدة للمستقبل
يُعد تمكين الشباب ركيزة أساسية في استراتيجية التنمية الوطنية لدولة الإمارات، ويلعب مركز سيرت دورًا محوريًا في تزويد الشباب الإماراتي بالمهارات التي تؤهلهم للنجاح في سوق العمل المتغير. ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للشباب، تدعم الدولة الشباب في خمسة تحولات حياتية رئيسية: التعليم، التوظيف، الحياة الصحية، تكوين الأسرة، والمواطنة الفاعلة.
ويُعزز مركز سيرت هذه الاستراتيجية من خلال تقديم برامج تدريب تطبيقي تُعدّ الشباب للوظائف المستقبلية، وتربط التعليم باحتياجات سوق العمل الفعلي. كما تساهم جهات مثل الهيئة الاتحادية للشباب ومجالس الشباب في تمكين أصوات الشباب، فيما توفّر مبادرات التدريب العملي التي يقدّمها مركز سيرت مسارات واقعية نحو وظائف ذات مغزى وأثر.
وبنسبة بطالة بين الشباب تُعدّ من الأدنى في المنطقة (9.89%)، وتصنيف دولة الإمارات كأفضل دولة للعيش بالنسبة للشباب العربي، تؤكد الدولة من خلال نهجها المتكامل، والمدعوم من مركز سيرت، التزامها العميق بتنمية طاقات شبابها وبناء مستقبل أكثر استدامة.
تطوير المواهب المؤهلة لمستقبل قائم على اقتصاد المعرفة
تُواصل دولة الإمارات تحولها السريع نحو اقتصاد قائم على المعرفة، حيث تلعب مؤسسات مثل مركز سيرت دورًا محوريًا في ربط الرؤية الاستراتيجية بقدرات القوى العاملة. ويُعد مركز المعرفة والابتكار التابع لوزارة الاقتصاد مثالًا على هذا التوجه، إذ يعزز التعاون بين القطاعين الحكومي والأكاديمي لدعم بحوث السياسات الاقتصادية والابتكار.
ويساهم مركز سيرت في تعزيز هذا النظام من خلال تقديم برامج تعليمية متوافقة مع احتياجات القطاعات الحيوية، لاسيما في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والطاقة المستدامة. وتُعزز هذه الجهود التكامل مع رؤية نحن الإمارات 2031، عبر بناء شبكة وطنية للمعرفة تُسهم في رفع القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني وتعزيز مرونته، من خلال التعلم التطبيقي المُتمحور حول المستقبل.
ردم الفجوة بين التعليم وسوق العمل: مهمة مركز سيرت في تطوير المهارات
يُعد مركز التفوق للأبحاث التطبيقية والتدريب (سيرت) ركيزة أساسية في استراتيجية الإمارات لتنمية رأس المال البشري. وبصفته الذراع التجاري والتدريبي لكليات التقنية العليا، يقدّم مركز سيرت برامج تدريبية متوافقة مع احتياجات السوق، تركز على التدريب التطبيقي، والاستعداد الوظيفي، وحل المشكلات الواقعية.
ومن خلال شراكات فاعلة مع القطاعين الحكومي والخاص، يعمل مركز سيرت على سد فجوات سوق العمل وتحصين المسارات المهنية من خلال برامج تدريبية متخصصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والطاقة الخضراء وغيرها من القطاعات المستقبلية.
وبتوفير مهارات عالية الطلب، يدعم مركز سيرت تمكين الكوادر في دولة الإمارات، ويسهم بشكل فعّال في تحقيق الأهداف الوطنية الاقتصادية والتوظيفية.
أكاديميات المهارات: بوابة رقمية لتعلّم المهارات
تُعيد أكاديميات المهارات رسم ملامح الوصول إلى التعليم النوعي، من خلال تقديم مسارات تعليمية مرنة، معيارية، ومُصممة خصيصًا للتركيز على المهارات العملية. وقد صُمّمت هذه المنصة لتلبية متطلبات سوق العمل المتغير باستمرار، حيث تمكّن المتعلمين من امتلاك الأدوات والمعارف التي تؤهلهم للنجاح في بيئة مهنية تتسم بالديناميكية والتطور المتسارع.
انطلقت أكاديميات المهارات كمبادرة تحويلية تقودها المدرسة الرقمية، التابعة لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وتُنفّذ بالشراكة الاستراتيجية مع مركز سيرت. وتقدّم المنصة برامج تدريبية قابلة للتوسّع، وسهلة الوصول، تستهدف المجتمعات الأكثر احتياجًا، من خلال تمكين الشباب بمهارات عملية متوافقة مع احتياجات سوق العمل في قطاعات حيوية عالية الطلب. وتسهم المبادرة في تسريع وتيرة تنمية رأس المال البشري، وتُرسّخ التزامها بتطوير منظومة مواهب شاملة ومستدامة على المستوى العالمي.
تحويل المهارات إلى فرص: دور مركز سيرت في دعم النمو الشامل
تركّز استراتيجية التمكين في دولة الإمارات على تزويد الأفراد بالمهارات العملية وخلق فرص واقعية للنمو والتطور المهني. ويبرز مركز سيرت كمحرّك أساسي في هذه المنظومة من خلال تطوير المهارات عبر التعليم التطبيقي والبرامج المتوائمة مع متطلبات السوق.
يسعى مركز سيرت إلى سد الفجوة المهارية من خلال تقديم برامج تدريبية مرنة تُعد الشباب لمتطلبات أسواق العمل المتغيرة. ومن خلال ترسيخ مفاهيم الابتكار، وريادة الأعمال، والتعلّم مدى الحياة، يضمن المركز أن تتحوّل المهارات إلى وظائف مجدية تُسهم في النمو الاقتصادي وتُعزز قدرة دولة الإمارات التنافسية على الصعيد العالمي.
الخلاصة: نموذج الإمارات في تمكين الإنسان
تُجسد رؤية دولة الإمارات في تمكين الإنسان نموذجاً متكاملاً يجمع بين السياسات الاستشرافية، والتعليم النوعي، وتطوير المهارات العملية. ومن خلال إعطاء الأولوية لمشاركة الشباب، وتعزيز تطوير المواهب العالمية، والاستثمار في التعليم التطبيقي عبر مبادرات متنوعة — مثل تلك التي يقدمها مركز سيرت، تُؤسس الدولة منظومة ديناميكية للنمو المستدام مدى الحياة.
لا يقتصر هذا النموذج على تأهيل الأفراد بالمهارات، بل يفتح أمامهم أبواب الفرص الحقيقية، ويُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام. وتُعد التزامات دولة الإمارات في مجال تمكين الإنسان نموذجاً عالمياً يُبرهن على أن الاستثمار الاستراتيجي في رأس المال البشري هو المفتاح إلى الابتكار، والمرونة، وبناء مستقبل مزدهر للجميع.